محمود بوجمعة

تاريخ الاعتقال: 1996-08-20

القوات المسؤولة: الجيش

ملخص

محمود بوجمعة أب لعشرة أبناء، يسكن قرية الأمير عبد القادر بولاية جيجل. وهذه المنطقة، الجبلية والمعزولة، قد شهدت وجوداً عسكرياً قوياً في التسعينيات. وبحسب نجله، فقد تعرض آلاف الأشخاص في المنطقة لعمليات إعدام بإجراءات موجزة واعتقالات تعسفية واختفاء قسري إثر إلغاء الانتخابات التشريعية.

أما محمود بوجمعة، فقد اعتقل في منزله من قبل جنود الجيش الوطني الشعبي ليلة 19-20 أغسطس 1996. في تلك الليلة قام عدد من الجنود بالزي الرسمي بطرق باب منزل العائلة بشكل عنيف فيما كسر آخرون نافذة غرفة نوم أحد أبنائه وهو عبد القادر بوجمعة. وبتصويب رشاشات الكلاشينكوف على عبد القادر بوجمعة، امتثلت والدته لأوامر الجنود وفتحت الباب الأمامي. وقام الجنود، الذين كانوا يبحثون عن رمضان بوجمعة، بتفتيش المنزل وطلبوا الاطلاع على الأوراق الثبوتية لمحمود بوجمعة. بأمر من القائد، كانوا مستعدين للمغادرة، حتى وصل أحد أفراد الجيش مرتدياً قناعاً، موضحًا أن الشخص الذي يبحثون عنه هو في الواقع هو محمود بوجمعة. ثم باشر الجنود اعتقاله بوحشية دون ذكر أسباب الاعتقال أو المكان الذي سيؤخذونه إليه. بقي أبناؤه مع والدتهم التي فقدت وعيها.

في صباح اليوم التالي، اكتشفت عائلة محمود بوجمعة أن عملية عسكرية أسفرت عن اعتقال نحو 20 شخصاً في قرية الأمير عبد القادر. وكان أحد سكان القرية قد نقل الأشخاص المعنيين في حافلته التي صادرها الجيش إلى وسط جيجل، إلى ثكنة في مقر القطاع العسكري العملياتي في  جيجل.

وفي ديسمبر 1996، أفاد شخصان كانا قد اعتقلا مع محمود بوجمعة أنهما احتُجزا معه ليلة الاعتقال قبل أن يتم فصلهما عنه. كانت هذه هي المعلومة الوحيدة التي تلقتها عائلة محمود بوجمعة.

وبحسب نجل محمود بوجمعة، فقد ساد منطقة جيجل مناخ من الرعب العام. في مارس 1997، نفذت فرقة الدرك الوطني بقرية الأمير عبد القادر عملية انتقامية ضد أفراد عائلات المختفين ليلة 19-20 أغسطس 1996، الذين حاولوا معرفة ما حدث لأقاربهم. وبحسب ما ورد، فقد اعتُقلوا وتعرضوا للتعذيب لمدة 14 يوماً. وأفاد أحد ضحايا هذه العملية أن رئيس الفرقة قال له: “إذا لم تعترف بدعمك للجماعات الإرهابية، فسوف تواجه نفس مصير والدك”.

الخطوات المتخذة

بعد 20 أغسطس 1996: زوجة محمود بوجمعة تزور مع عائلات آخرين تم اعتقالهم في تلك الليلة مقر منطقة جيجل العسكرية. هناك ينفي الجنود وجود زوجها وحتى أنهم نفذوا المداهمة في ليلة 19-20 أغسطس 1996. وزارت بعد ذلك الثكنة عدة مرات دون الحصول على أي معلومات عن مصير زوجها.

27 مايو 1997: زوجته ترسل رسالة مسجلة إلى قائد القطاع العسكري في جيجل تطلب منه التدخل وإلقاء الضوء على اختفاء زوجها.

3 يونيو 1997: زوجته ترسل شكوى رسمية إلى وكيل الجمهورية لمحكمة جيجل.

1997-2005: لم تعد زوجته قادرة على تقديم شكاوى رسمية بسبب الخوف من الانتقام.

2 يناير 2005: زوجته تقدم التماسات إلى رئيس اللجنة الاستشارية الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ورئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، ووزير العدل، لكن دون جدوى.

18 يونيو 2005: أصدرت محكمة الطاهير قرار برفض الدعوى الجنائية دون إبداء أي أسباب لزوجة محمود بوجمعة.

18 يونيو 2013: بعد استنفاد جميع سبل الانتصاف المحلية، نجل محمود بوجمعة يثير القضية أمام اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

قرار اللجنة المعنية بحقوق الإنسان

رقم البلاغ: 2283/2013
تاريخ الاعتماد: 2017-10-30
المصدر / مقدمة من: عبد القادر بوجمعة، ممثلة بمؤسسة الكرامة.
وجود انتهاك:

الحق في سبيل انتصاف فعال (بما في ذلك ما يتعلق بمقدم البلاغ)؛ حظر التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (بما في ذلك ما يتعلق بمقدم البلاغ) ؛ الحق في الحرية والأمن الشخصي ؛ احترام الكرامة المتأصلة في الإنسان ؛ الاعتراف بشخصيته القانونية؛ الحق في الخصوصية؛ الحق في الحياة الأسرية.

التوصيات:

يجب على الدولة الطرف أن توفر لصاحب البلاغ سبيل انتصاف فعال. ويطلب من الدول الأطراف تقديم تعويضات كاملة للأفراد الذين انتهكت حقوقهم المنصوص عليها في العهد. وفي هذه القضية، فإن الدولة الطرف ملزمة بشكل خاص بما يلي: (أ) إجراء تحقيق معمق وشامل ونزيه في اختفاء محمود بوجمعة وتزويد صاحب البلاغ وأسرته بمعلومات مفصلة عن نتائج تحقيقها؛ (ب) إطلاق سراح محمود بوجمعة فوراً إذا كان لا يزال محتجزاً بمعزل عن العالم الخارجي؛ (ج) تسليم رفاته لأسرته في حالة وفاة محمود بوجمعة. (د) مقاضاة ومحاكمة ومعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة؛ (هـ) تقديم تعويض مناسب لصاحب البلاغ عن الانتهاكات التي ارتكبت بحقه ولمحمود بوجمعة إن كان على قيد الحياة؛ و (و) توفير الترضية المناسبة لمقدم البلاغ وأسرته. على الرغم من أحكام الأمر رقم 06-01، ينبغي للدولة الطرف أن تضمن عدم إعاقة التمتع بالحق في الانتصاف الفعال من جرائم مثل التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري. كما أنها مُلزمة باتخاذ خطوات لمنع حدوث انتهاكات مماثلة في المستقبل. وتحقيقاً لهذه الغاية، ترى اللجنة أنه ينبغي للدولة الطرف إعادة النظر في تشريعاتها مع مراعاة التزامها بموجب المادة 2 (2) ، وبوجه خاص ، إلغاء أحكام الأمر رقم 06-01 التي تتعارض مع العهد، لضمان إمكانية التمتع الكامل بالحقوق المنصوص عليها في العهد في الدولة الطرف.

نفذتها السلطات الجزائرية؟: No